Sunday, January 13, 2008

.. العيد

.. يأتيك العيد
.. يمتد الشوق لحمةً وسداة
.. يقتلك الحزن أصيلاً وغداة ..
.. خفِّف ضوءك أيها النجم البعيد

كنت قد أتيت .. تحمل كفاً وأحلاماً ثقالاً وتركت خلفك الأشجار والوديان والبلد الأمين .. كان ذلك منذ زمنٍ بعيد .. ثم يا هداك الله - ها قد انزويت في ركن غير رشيد .. وها قد أتاك العيد ولم يجدك .. أو إن شئت غير أسيفٍ عليك .. قل لم تأتِ وغابت عنك هاتيك الأعياد .. وغابت عنك الطرقات والضحكات وتمزقت في أجوائها راياتك البيضاء وصمتت تلك الدعوات الصالحات . .. وفي عقوقك ستصليك السياط ولن يسمع أنينك المدى ولن تبكي عليك الباكيات


.. يأتيك العيد
.. فأما الأحبة فالبيداء دونهم
.. فليت دونك والعيد بيداً دونها بيد

.. يأتيك العيد .. ولن يجديك الهتاف
.. "يا المشاوير المشيتك .. يا المشارع السالكة وينك
.. بالي فيك إلا درب العيشة باعد بيني بينك"

.. يأتيك العيد .. وقد وضعت كل ذات شوقٍ شوقها
.. وأرضعت كل ذات ضرع طفلها
.. ووحدك من يلعق الجرح ويعتصر الجفاف

.. يأتيك العيد
.. ولن تنسيك "مايا أحزانك الكربلائية"
.. فيا هذا هوِّن عليك

العيد هو رياح الحزن الجافة التي تهب من وديان الذكريات الرطبة .. إذ لم نكن في أفواج الحجيج وهي تطوف بالبيت العتيق ..
: ولم نكن من سرب العصافير وهي تغرد في الديار .. حظنا هكذا في هذا البيت المهجور أن نغني بصوتٍ خفيض
.. بتطلعي إنت من غابات ومن وديان )
.. ومني أنا
.. ومن صحية جروف النيل مع الموجة الصباحية
.. ومن شهقة زهور عطشانة فوق أحزانها متكية
.. بتطلعي إنت من صوت طفلة وسط اللمة منسـية
(طبول بتدق .. وساحات لي فرح نوَّر وجمَّل للحزن ممشى

.. ولكن رغم هذا
.. العزاء كل العزاء .. أن هناك أناس يفرحون نفرح لفرحهم
.. وأن هناك ملايين الأكف مرفوعة بالدعاء .. أن يحفظ الله وطناً يتحسس أطرافه عسى أن تكون على قيد الحياة
.. وأن يشفى ملايين الجراح التي تنزف بلا شفاء
.. وأن يهدى قوماً يتصارعون على جسد مسجي بين الموت والحياة

.. ربما
.. غافلت غيابي المقيم
.. وسرقت ضوء سراجي الليلي
.. لتضئ حجرتي عفواً بعيدها السليب
.. ربما
.. ناديت أثري في ذلك الرمل القديم
.. ليمشي مرة أخري .. فتمشي في ناحيتي الأيام
.. ربما ..وربما صادقت حزناً كريم
وكل عام وأنتم بخــير
..
.
.

No comments: