Tuesday, January 8, 2008

من يشرح لمن؟

هل فاجأنا النهار .. أم باغتتنا جيوش القدر .. أم ضاعت حقيقة الإبصار .. ؟ من يشرح لمن؟ وكيف احتضارنا والشهقة الأخيرة وكتابنا ما يزال مفتوحاً ينبض بالحياة .. أم هل نرتضي دماءنا قرباناً .. ونقتنع بأن قريشاً قد ذهبت بالمكارم والندى واللؤم تحت عمائم الأنصار ؟
بين صيفين ارتحالنا ولا ربيع !بين جبلين كنزنا .. ولا دليل !ثم عدة أسئلة .. ولا مجيب !هل هي الخريطة والمفاتيح الضائعة؟ أم أنها التأوهات والسعادة المتخيلة .. وذلك الوادي المتصدع المليء بالأزهار الخيالية والهالات الضوئية .. أم أنها رحلة البحث عن كيفية التخلص من السلاسل الذهبية حتى تصبح الحركة بحرية من أجل اقتطاف الزهور الحقيقة كما يقول كارل ماركس . تلك هي طبيعة الأشياء .. وتراجيدية الواقع .. فالبحر الهائج لا يأسف على السفن الغارقة .. كما لا تأسى الرياح الهوجاء على مصير الشتول اليانعة ..
سأقول لك وإنني بالقول أجهـل !في سراديب المسافات الطويلة والأنفاق المظلمة وشقوق الزمن .. أو في مناطق الضغط الجوي المنخفض .. وانعدام الوزن .. ونقص الأكسجين .. تتضاءل الخيارات ويزداد المرء تمسكاً بمقبض الحياة .. والشيء بالشيء يذكر فعند الرحيل قسراً في دروب مليئة بالأشواك .. أو عند مطاردة الغزلان في البراري .. أومحاولة الإمساك بالقمر .. يتشدد المرء ويتتطرف في العناد .. ولا يعنيه المصير في النجاة أو الهلاك ..
أحياناً يكون المرء مثل "سيلاس" في رواية "شفرة دافنشي" لدان براون .. يمزق جسده ويستعذب العذاب لا ظناً مثله في امتلاك الحقيقة الأخيرة .. بل بوعي سافر ومرونة بيِّنة تتخطى معقولية التناول وفرضية الجهل .. وتدرك نسبية المعاني في الحياة والممات .. لماذا؟ لأنه هنا يحاول توجيه البحر لا الشراع ! ويحاول أن يقبض الفروع لا الجزوع !
وأحيانا يكون المرء مثل كابتن "ايهاب" في رواية "موبي ديك" ينفق عمره كله من أجل قضية خاسرة .. ثم يدرك في اللحظة الأخيرة من الحياة أنه قد أهدر عمراً ليس من أملاكه وأضاع أمانة هو لسواها أضيع .. ولات وقت ندم .. ثم لات وقت ندم ..لست قاضياً هنا ولا متنطعاً ..لكنني أتساءل .. هل كنت سادياً أنا .. ماسوشياً .. أم دنكشوتياً ؟هل كنت ايهاب .. سيلاس .. أم شتات؟
..
.
.
.
.
.

No comments: