Thursday, October 6, 2011



















الغالي كدمع المحبين .. عباس
من وحي هذه الصورة التعبيرية
تجدني أجلس معك في اشتياق
هذه أرضية حوشنا الكبير .. وعلى هذا الرمل كم جلسنا
كم ضحكنا .. كم بكينا وتناجينا .. وحدثنا الماضي وما رحل به .. والحاضر وما يحمل .. وذاك المستقبل الآتي وما يحتمل ..
كم صبرتَ أنتَ على علمي وجهلي .. كم صبرت على جِدِّي وهزلي .. وكم ردعتني على سخفي وترهاتي .. وكم كنت أنا بذلك سعــــيد
كم ألجمتني بقولك ( أعمي ما بتشوف .. حيوان ما بتعرف .. أبله ما بتفهم ) وما أكثر ما كنت أنا أعمي وأبله وحيوان .. نعم
تجدني اليوم أحبك أكثر .. أحبك أكثر من أي وقت مضى
أحبك .. كما أحب ليلي وعلا وملاذ وجيهان ووجدان وريان
أحبكم .. فأنا لا أملك غيركم .. أنا فقير إلا بكم
هذه الجلسة الهادئة تذكرني بطمأنينة بلادنا .. حيث لاهم ولا خوف ولا قلق .. وأموت أنا في هذا السجال مرات وأحيا وألمح الأشباح في جوف الضباب فأرتوي فرقاً
هذه الرمال الرطبة أفتقدها وأنا هنا داخل الغرف المكندشة بالفريون تحت الوسائد الوثيرة والألوان المخملية
هذا الجلباب الأبيض .. يذكرني بضميرك وستائر روحك الشفافة .. حيث الناس هنا باعوا ضمائرهم لقاء حفنة من الريالات وماتت أرواحهم بفعل التراكم والروتين والواقع العبيط
هذا الجلباب كم ارتديته وتلفحت بعمامته وانتعلت هذا المركوب ومشيت به الخيلاء لا تفاخراً بل عزَّاً بكم
أحدثك اليوم وقد رحلت سوزان بالأمس مأسوفاً على شبابها وأطفالها .. رحلت وما تزال كل الأرواح تنتحب عليها
رحلت كما رحلت قبلها سارة وعزة .. ومثل ما رحل ابراهيم
رحلوا والحزن يبقى عليهم أبداً .. فأنا لا أقوى أن أتمثل قول حكيم الهند طاغور وهو يقول "الزهرة تذبل وتموت .. وعلى من يحمل الزهرة ألا يبكيها طويلاً"
أحدثك اليوم وتبدو خيبات العمر فاضحة
والانتكاسات العاطفية كاسحة
وفي الأعماق ألف جرح وجرح
كل شي أضحي بعيداً .. وطني .. أهلي .. وحبيبتي
هل قلت حبيبتي؟
حبيبتي ! تلك الرياَّنة المغسولة بماء الكوثر
تلك الفتاة النائية التي يفصلني عنها بحر من الملح وبحر من الدموع
بارك الله أياماها وعطَّر كل ثرى تمشى عليه .. وأنا هنا بوادي غير ذي زرع

بالأمس في عيد الحب .. تراكضت كطفل مع جموع المحبين واشتريت وردةً حمراء
كنت سعيداً وأنا أغني مع العشاق .. كأنني منهم !
وعندما انتصف النهار ومضى كلٌ لبغيته .. وقفت وحيداً أشعث أغبر
لمن ترى أغني؟
لمن أبث فني؟ وفرحتي وحزني؟
ولمن أهدي وردتي؟
وفي نهاية النهار ذبلت الزهرة وماتت! مثل كثير من الأحلام .. مثل كثير من الخطي التي مشت ولم تصل
ماتت الزهرة


قبلتها بحنان .. وصرت أردد
ومهما تبعد الأيام تلملم خطاويها
تلقيني وحيد حفيان أجري وأباريها
أطارد خيال ناساً حنان غناهم كان محليها
وألاحق ظلال زولاً بعيد شال الدنيا والفيها