في جيد الزمان إكليل للراحلين
الذين يسقون الدرب بماء الحياة
الذين يأتون كأمطار الله
لا تختار ناحية السقيا
..تأتي كما يأتي الورد بالشذى ..وكما تأتي الشمس بالضياء ....يأتون ..وإن رحلوا لا يرحلون
...
..
.
مثل بندر شاه
مثل بندر شاه
جاء كحلم ورحل كغيمة
لا ندري من أين جاء
..عامل صحة بسيط كان يكنس شوارعنا وقلوبنا من كل أذى
رحل فبكته الشوارع والأشجار والبلابل
بكته الابتسامة التي كان يضعها على شفاه الصباح .والقبلة التي كان يزين بها وجنات الأطفال
جاء نقياً كالفجر
ورحل جميلاً كالأصيل
جاء طاهراً كالملائكة
ورحل بريئاً كالأطفال
جاء غريباً .. ورحل غريباً فطـوبى للغرباء
...كان في كل صباح يطل بابتسامة
يحلق حوله أطفال المدارس قبل طابور الصباح .. ونشيد أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العريق
يتحلقون حوله وبابتسامة أب حانية يشتت لهم حلاوة دربس ويغني .. فيغني الصباح .. وتجف ألف دمعة حزن وفاقة
كوكين جاء ..يا أحبابو
كوكين جاء .. يا جلابة
شوف عيونو .. كوكين جا
شوف سنونو .. كوكين جا
برم شنبو .. كوكين جا
لولح ضنبو .. كوكين جا
واعمل حسابك
واعمل حسابك
واعمل حسابك
ثم صرخة بريئة .. يصرخ معها كل أطفال المدارس فيضحك الصباح ..وتبتسم العصافير والحمائم والقماري ..وينسى الشارع أحزانه لحين ..
..
ألا رحم الله العم هارون ود راشد الأب الروحي لأكثر من عشرة ألف طفل ..رحمة واسعة وصلت عليه الملائكه وذكره الله فيمن عنده ..
.
باقٍ أنت يا هارون ..في القلوب والحنايا ..في رواكيب الذاكرة .. في حكايا الأطفال ..في أبواب المدارس .. في القراطيس ..وفي ألف باء تاء ثاء ...
باقٍ أنت يا هارون ..في القلوب والحنايا ..في رواكيب الذاكرة .. في حكايا الأطفال ..في أبواب المدارس .. في القراطيس ..وفي ألف باء تاء ثاء ...