Saturday, March 15, 2008

.. شمالاً

.. في رحلته الخالدة .. يمضي النيل بعمق التاريخ .. إلى محطته الأخيرة في الأراضي السودانية
.. هناك تصفق أمواجه وتلوِّح مراكبه بأشرعة الوداع في حلفا القديمة
هنا كان لحلفا شرف وداع النيل معبأ بنسيم وملامح السودان ومحملا برسالة إلى بحار العالم عنوانها جئتكم من "الخرطوم" بحبٍ عظيم
.. ومع المجتبى في نعيه نردد نحن في وداع النيل
.. هات لي منظار حدثك والتجلي
.. والنبوءات المبنية والصفاء
.. وحين ينكشف الغطاء
.. من لي برؤياك الحبيبة ..غارقا في النور ..في غيب السماء
.. في مدى الصحراء منداحا
.. وفي الغاب المموسق .. من زئير الأسد .. والريح الغضوب
.. همهمات الوحش والطير المغرد واللعوب
.. وشوشات الغصن أو همس الحفيف
.. وبمثلما ودَّع أهل حلفا النيل ليواصل رحلة الخلود ..كانوا قد ودعوا حلفا القديمة إلى حلفا الجديدة
.. هكذا .. وداع .. في وداع .. لا ماء يروي .. ولا نداء يجدي .. ولا لقاء
ودعوا نبتة .. ترهاقا .. وبعانخي .. فارقوا النيل والصحراء ..مسحوا دموع موتاهم في قبورها .. دفنوا ذكرياتهم ..حملوها حفنة من تراب .. إلى حلفا الجديدة
جاءوا .. الي المزارع والخضرة وهواء المطر .. ولسان حالهم يقول أيلطف النيران طيبُ هـــواء


.. جنوباً

إني رأيتك في جوبا .. عبقا من الغابات يرفل في الضياء )
(شمسا تزوجت للتو وأنجبت خط الاســتواء
.. جوبا .. شمس نحاس .. وبحر قرمزي
.. رجال كالبرونز .. سواد ملوكي ونساء أنجبن حين غنت الطيور في جنات عدن
ستعود جوبا الجريحة ..ستعود جوبا حبيبة الحياة .. ستعود بطعم التاريخ على أشرعة النور وسنا الأقلام ومرافيء الاستقرار ..ستعود لجوبا أعيادها وليالي الزفاف الجميل .. لمزارع البن والشاي في ( ياي ) أيامها وأغانيها العذبة ..وسنأتي من السوباط .. بحر الغزال .. بحر الجبل .. جونقلي .. وبحيرة نو ..وسنذهب إلى ملكال .. واو .. بور .. توريت .. كاجوكاجي .. نمولي .. إلى .. ( سرسيو ) و (كتري ) و ( مندري ) و ( بازي ) .. بأفراح الخريف ورقصة المطر ..ونعزف لبتهوفن سيمفونية "نهاية الحرب" ..ونغنى مع (كيلا) وكورال الدينكا والنوير والشلك واللاتوكا والباريا والانواك
.. سنغني جميعا " صديقنا منقو ".. نحن روحان حللنا بدنا .. منقو قل لا عاش من يفصلنا
.. ونرقص مع (النور الجيلاني) جبل لادو كل الشافوا ابدا ما نسوا
.. جبل الرجاف الما بنشاف
.. تقبل جاي تداعب في غصين الشاي .. هاي هاي تقبل جاي تراقص في جنا البابا
.. سنغني مع التاريخ ..مثلما استشهد في مدفعه عبد الفضيلعبد الطيف وصحبه
.. غرسوا النواة الطاهرة ونفوسا فاضت حماسا كالبحار الزاخرة
.. من أجلنا اقتاتوا المنايا
.. غنوا لهم يا اخوتي ولتحيا ذكري الثائرين
: ومع مصطفى سند نردد
.. في الصدر تنهشني دوارك يا سهول
.. ويا جروف ويا مراعي
.. أنا من وثاق العرف محلول الشراعِ
.. أبكي وأضحك لا يبين تبذلي العاري ولا يبدو ضياعي
.. أنا في جحيم الغاب في أبدِ التلاحم والصراعِ
.. غنيت للسود .. للعائدين من الحدود للشمس تغسل بيتنا العالي من مطر البنادق
.. لمن ماتوا ومن يبسوا على أعواد المشانق ..أنا في الطريق إلى الشمال
.. وأنا فى الطريق إلى الجنوب ..أعزكم أبدا وأحلم أن ألاقيكم .. بلا جسر يحول ولا عوائـق


جوبا .. شمس نحاس .. وبحر قرمزي
.. رجال كالبرونز .. سواد ملوكي ونساء أنجبن حين غنت الطيور في جنات عدن

Wednesday, March 12, 2008

شرقاً

كأنني أحارب عفريتا من الجن .. دقنة : لك شرف الخصومة" ضابط انجليزي "
..
.
.. الشرق
.. عثمان دقنة .. التاريخ والبطولة
.. بورتسودان .. عروس البحر يا حورية .. بوابة التاريخ .. نداء المواني .. ليالي الحبور
.. سواكن .. الشناوي .. سحر البكور .. عبق الأساطير
.. أركويت .. ائتلاف الغيمة والشتلة .. النسيم "الهب شرقاوي" .. الخيال .. وجدان الغناوي
.. سنكات .. جبيت .. الهبباى ..معاني الريد
.. كسلا .. ومحي الدين الفاتح
.. جئت اليك مشتعلا
.. حدائي هاتف يشدو إلى كسلا
.. إلى البلد التى أحببت حبا لو تنزل على جوانبها لأخفي الجسر والجبلا
.. تاجوج والمحلق .. الهوى والذي يزيد النار اختيالا
.. لا .. لا .. ثم لا ..لا .. الا تعلمين أن الهوى يزيد النار اشتعالا
..
.. الحلنقي .. ابراهيم حسين
.. فاتوا يا عيون البنفسج فارقوا الأحباب طريقنا
.. وطلَّ احساس بالأسية ورش غيم الحسرة فوقنا
.. لمتين فرحنا على التلال انحنا تائه بينا شوقنا
.. بكرة ترحلي من ديارنا الزاهية .. ترحلي يا دموع
.. وتنسى يا طفل الأماني .. يا حنان غمر الضلوع
.. تنسى بالرجوع كلمة وداعنا .. يا حلاة اسم الرجوع
..
.. الشرق .. موج المواويل العذبة وانسياب التواريخ
..
.
.



غرباً

.. جبل مرة
.. والسلام لدارفـــور ألف مرة
..
.
.

Tuesday, March 11, 2008

تقول لي الساعة كم؟
.. لو كنت عارف الساعة كم
.. لو كنت فاهم
.. ما كان المواعيد صارت وهم
.. ما كان الرصيد في الجيب عدم
.. ما كان بكينا ليلاً طال
.. وحالاً مال
.. وما كان بتلقانا اليوم نخم
.. تراب بيتاً كبير مال وانهدم
..
.. زمان كنا بنعرف الساعة كم
.. لما كنا واحد
.. لما كان الحلم واحد
.. لما كان الدرب واحد
.. لما كان الغيم هو العشم
..
.. تقول لي الساعة كم
.. الساعة لحظة رحيل الغنوة
.. والفرح والنم
.. ساعة تجيك زينوبة مكندكة
.. محزوم خشيمه ترسم دمعة
.. تكتم آهه تتألم
..
.. الساعة لحظة زمن ظالم
.. لحظة سفر فوق مدارج
.. الوجع والهم
.. والساعة عمراً كتبناه
.. فوق اللوح
.. ومشوار مشيناه .. قدم قدم
.. والساعة شتات كوماً كبير
.. رصَّيناه بالدموع والدم
..
.. والساعة يا سيد الاسم
.. رغم العتاب واللوم
.. الساعة لحظة حبورك
.. موسم خريف يهزم حريقنا ويبتسم
..
بس إنت .. قول لي الساعة كم؟
..
.
.

Monday, March 10, 2008

.. نفتقدك
.. أين أنتِ
.. يا زهو الأماسي الرائعة
..
.
.

.. نشتاقك
.. ولا ندري
.. كيف أضعناك
.. ثم عدنا لجحيم الفاجعة
..
.
.

.. تبعدين
.. لقاؤنا ودي
.. وبيننا تنمو الخطوط
.. والعشب الأخضر
.. وأشجار الزيتون
.. تبعدين
..
.. ويمتد سباق المسافات الطويل
..
.
.
.. ولن ندفن وردة الذكرى
..
.
.
.
.. بل
.. نزفها عروس في فستان الزفاف
..
.
.